الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

أكثر ضررين تسببهما السياقة على الصحة

أكثر ضررين تسببهما السياقة على الصحة




تمهيد

في هذا المقال سنتحدث عن أكثر ضررين شيوعا تسببهما السياقة للسائقين.ولن نتحدث هنا عن سياقة سيارات السرعة أو السباقات، فهذا موضوع آخر لا يهمنا في هذا المقام، بل سنتحدث هنا انطلاقا من أن السياقة بصفة عامة تنقسم إلى نوعين أساسيين، السياقة المهنية والسياقة العادية. 
فما هو تعريف كل نوع منهما.؟ 
وما علاقتهما بالضرر على الصحة.؟
وكيف يمكننا أن نتجنب هاته الأضرار، أو على الأقل التخفيف منها.؟

تعريف السياقة المهنية

السياقة المهنية أو الإحترافية، هي التي يكون السائق فيها متخذا من سياقة المركبة حرفة ومهنة، أي أنها مورد رزقه، كسائقي الحافلات والتاكسيات ونقل البضائع وغيرهم ممن حددوا في مدونة السير بالشكل التالي:
السائقون الذين يسوقون:
1- المركبات التي يتجاوز وزنها الإجمالي مع الحمولة 3500 كيلوغرام، لنقل البضائع لحساب الغير أو للحساب الشخصي.
2- سيارات الأجرة من الصنفين الأول والثاني.
3- حافلات النقل الحضري.
4- مركبات نقل المستخدمين والنقل المدرسي.
5- مركبات النقل العمومي للأشخاص.

وسنتطرق في مقال آخر إن شاء الله عن السياقة والسائق المهني، والبطاقة المهنية بالتفصيل.
اقرأ أيضا:


تعريف السياقة العادية

نقصد بالسياقة العادية الحالة التي يسوق فيها الإنسان مركبته للاستعمال الشخصي، كالسفر، والذهاب للعمل، وإيصال الأطفال للمدرسة، والتسوق وغيرها من الأمور الشخصية التي يحتاج فيها الفرد إلى سيارته لقضائها.

إن الأضرار الصحية التي سنأتي على ذكرها تهم كل السائقين بوجه عام لكن فئتين من السائقين هم الأكثر عرضة لها، وهما:
1- السائق المهني.
2- من يستخدم سيارته للذهاب للعمل بشكل يومي.

أما من يستعمل السيارة بشكل متقطع ويتنقل للعمل عبر وسائل النقل الأخرى أو يعيش في مدن صغيرة لا تعاني الازدحام المروري، فهم أقل عرضة لها.

للسياقة ضررين أساسيين على الصحة

التوتر

خطر السياقة على الصحة
لقد شهد العالم زيادة واضحة في عدد السيارات، وهذا ما نشاهده بجلاء في المغرب أيضا، حيث أصبحت الشوارع مزدحمة بشكل كبير، وخاصة في أوقات الذروة عندما يكون أغلب الناس متوجهون أو قادمون من مقار أعمالهم والتلاميذ من و إلى مدارسهم.
هاته الزحمة تجعل البعض يتصرف تصرفات طائشة على الطريق حتى يصل إلى وجهته بسرعة، وهاته التصرفات تجعلنا نفقد أعصابنا، ونبدأ بالتذمر من هذا وسب هذا، مما يزيد من ضغط الدم عندنا ونفقد التركيز، ومن ثم قد نرتكب أخطاء فيتذمر منا آخرون وقد ينعتوننا بألفاظ لا تليق و... وكل هذا يجعل التوتر هو سيد الموقف، ومع مرور الأيام وتكرار هاته التصرفات يتسلل التوتر إلى جوانب أخرى من حياته، كالعمل والأسرة، وهذا ما ينقص من مردوديته وإنتاجيته، وقد ينغص عليه معيشته إن لم يدمرها.

التوتر وأثره على الصحة

 للتوتر أثر سلبي على الصحة بحيث يؤدي إلى تحفيز الجسم لإنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء، ظنا منه أن التوتر ناجم عن التهاب منطقة أو مرض، فتخرج هذه الخلايا لمقاومته. 

ورغم أن وجود خلايا الدم البيضاء هام للمناعة والمقاومة، إلا أن تواجدها بكم هائل أو في المناطق الخطأ قد يكون مؤذيا للإنسان من الناحية الجسمية والنفسية أيضا خاصة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط الدموي وتصلب الشرايين.

خطوات لتفادي التوتر

1- أول شيء ينصح به لتفادي التوتر أثناء القيادة هو العمل بالمقولة المغربية التي تقول: "كلشي حمق إلا أنا"، أي اعتبار كل السائقين لا يعرفون السياقة وأنت الوحيد الذي عليه أن يتجنب الأخطاء، وإن أخطأ أحدهم في حقك فحاول ألا تركز عليه واستمر في طريقك، فحرصك على مؤاخذة كل من أخطأ وتوبيخه يدفع بك مباشرة إلى هاوية التوتر.

2- الأمر الثاني الذي ينصح به هو "الوقت الاحتياطي"، أي أن تخرج إلى وجهتك و أنت تملك وقتا كافيا تضع فيه كل الاحتمالات إن أمكن. فالمشوار الذي قد يأخذ مني نصف ساعة أضيف عليه ربع ساعة مثلا كاحتياط.
لأن من أهم أسباب التوتر هو الخوف من الوصول متأخرا إلى العمل أو أي وجهة أخرى. 

3- الأمر الثالث هو "الطرق البديلة"، أي أن أسلك طريقا أخرى قد تكون مسافتها أطول بعض الشيء لكنها أقل ازدحاما.
في هذه الحالة لا تكترث للكلفة التي قد تكون أكثر قليلا من الطرق المختصر المزدحم، لأن ما ستخسره على مستوى الصحة الذهنية والبدنية هو أكيد أكثر بكثير من عدة ليترات زائدة في كل شهر.

4- الأمر الرابع هو "الاستعانة بالاخرين"، فأثناء الطريق حاول تشغيل موسيقى هادئة، أو دروس في التنمية وتطوير الذات، أو القرآن الكريم أو... فأنت بهذا تستعين بأشخاص آخرين يساعدونك على ضبط أعصابك والتحكم في تصرفاتك وهم ذلك الموسيقي و المحاضر في تطوير الذات وقارئ القرآن ووو...

آلام الظهر

السياقة وعلاقتها بالصحة
إن أغلب من يتعرضون لآلام الظهر جراء القيادة هم من يقودون سياراتهم لمدد طويلة ومن يستخدمونها بشكل متكرر طوال اليوم، كيف ذلك..؟
الجلوس على مقعد السيارة لمدة طويلة يجعل الضغط يزداد على العضلات أسفل الظهر وبالتالي إجهادها ومن ثم إضعافها، فلا تعود قادرة على تحمل وزن السائق مما يسبب آلاما في منطقة أسفل الظهر بالخصوص، كما ينشأ عن الجلوس الطويل الأمد الإحساس بشد عضلي بين الكتفين، وهذا الأمر يلاحظه الكثير من سائقي الطاكسيات والشاحنات على الخصوص.
فتصبح السيارة أو الشاحنة مكان غير مرغوب فيه من طرف السائق نظرا لعدم توفر شروط الراحة بها، وهذا يؤثر أيضا على مردودية السائق، سواء من حيث السياقة الجيدة أو على مستوى جودة حياته بصفة عامة، لأن هاته الآلام ترافقه أينما حل وارتحل.
أما الأشخاص الذين يستعملون السيارة بشكل متكرر في اليوم الواحد، وفي مختلف فصول السنة، وهم ينزلون بين الفينة والأخرى من السيارة، -إما لمقابلة زبون أو لسبب آخر- وهذا الفعل يعرضهم لتسلل البرد إلى مناطق من الظهر وبالخصوص منطقة أسفل الظهر. 
والسبب في ذلك التغير المفاجئ والمتكرر لدرجة الحرارة ما بين داخل السيارة وخارجها، خاصة وأن الظهر يكون أكثر سخونة من غيره نظرا لالتصاقه بالمقعد، وقد يكون متعرقا في كثير من الحالات.

خطوات لتفادي آلام الظهر

إليك بعض الخطوات التي تساعد على التخفيف من آلام الظهر:
1- حاول أن تجلس بشكل معتدل على المقعد بحيث تكون في وضعية مريحة وظهرك مستقيم.
2- تجنب وضع الأشياء الصلبة من قبيل الهاتف النقال أو محفظة جيب كبيرة في الجيب الخلفي للسيارة، لأن هذا قد يسبب ضررا للعمود الفقري، وبالتالي الإحساس بالألم.
3- لأصحاب المسافات الطويلة، توقف كل ساعة ونصف أو ساعتين، انزل من السيارة وقم بحركات بسيطة كثني الرجلين والانحناء محاولا لمس أسفل القدمين وتحريك الرأس في الاتجاهات الأربعة.
4- استعن بوسادة لتثبيت العنق حتى تخفف الضغط على تلك المنطقة.
5- ممارسة الرياضة بشكل منتظم ولو مرة واحدة في الأسبوع، سواء في صالة أو مكان مفتوح.









0 comments

إرسال تعليق

التعليقات الواردة في المدونة لا تمثل بالضرورة وجهة المدونة، و أي تعليق يخدش الحياء العام، أو يتضمن كلاما عنصريا، أو قذفا في أشخاص، أو مسا بمعتقدات الناس، سيتم حذفه.
و يتحمل صاحبه لوحده التبعات المترتبة على ذلك.