الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

المغاربة و الطريق، سلوكات السائق والراجلين

المغاربة و الطريق، سلوكات السائق والراجلين



موضوع يتحدث عن سلوكاتنا نحن كمغاربة على الطريق يحتاج الخوض فيه إلى الموضوعية والواقعية أكثر من أي شيئ آخر، أي وجوب التحدث بدون ماكياج ولا (زواق). لأن سلوكاتنا صراحة لم ترقى للمستوى المطلوب بعد، مع أننا نتفائل بأن القادم أفضل إن شاء الله.

فبنظرة سريعة على الطرقات يمكنك أن تلاحظ عدة تصرفات تسيء لصورتنا كمغاربة نعيش على أرض واحدة، وما يجمعنا أكثر مما يمكن أن يفرقنا، حيث للأسف نجد أن السائقين يشتمون المارة، و المارة يشتمون السائقين، كما أن السائقين يسب بعضهم بعضا، وكأن الجميع أعلن الحرب على الجميع.

 وهذا الأمر راجع لكون كل شخص يعتبر نفسه هو الأحق بالمرور لأنه ربما تأخر عن العمل أو يحمل معه شخص مريض أو غيرها من الأعذار والمبررات بغض النظر عمن هو أحق بالمرور فعلا. 
فنحن لا نعترف أبدا بكوننا مخطئين لأن المخطئ دائما هو الاخر، أما نحن فإن أخطأنا فندعي أنه حدث بدون قصد، وعلى الاخر أن يراعى ظروفنا.

نماذج من الواقع

سائقي الطاكسي

سي احمد سائق طاكسي سألناه عن سلوك السائقين فأجاب بدون تردد أنهم لم يتعلموا السياقة جيدا وأن اللوم يقع على من أعطاهم رخصة السياقة. وبخصوص الراجلين فقد اعتبر أن الكثير منهم يمشون و كأنهم نائمون ويعبرون الشارع من غير التفات لليمين واليسار.
وحينما سألناه عن التوقف المتكرر والعشوائي لسائقي الطاكسي بنوعيه الصغير والكبير وما يتسبب فيه حوادث، أجاب بأن اللوم يقع على من يتواجدون خلف الطاكسي لأنهم لم ينتبهوا لتوقفه ولم يوفروا مسافة الأمان الكافية.

سائقي السيارات العادية

وفي الجهة المقابلة عبر عدد من سائقي السيارات عن امتعاضهم من تصرفات أصحاب الطاكسيات وتوقفاتهم المتكررة بدون احترام الأماكن المخصصة للوقوف. وكذلك عبروا عن امتعاضهم من الدراجات بصفة عامة والدراجات ذات الثلاث عجلات بصفة خاصة وعدم احترامهم للأسبقية وبالتالي خلقهم للفوضى على الطريق.

سائقي الدراجات النارية

ذهبنا عند أصحاب الدراجات ذات الثلاث عجلات والتي أصبحت منتشرة بشكل ملفت ونقلنا لهم شكاوى السائقين من تصرفات فئة محسوبة عليهم، فكانت إجابة بعضهم أنهم لا يجدون الاحترام والتقدير من باقي السائقين، فلا يمنحونهم الحق في الطريق بالرغم من أنها طريق مشتركة بين الجميع، وهذا من الأسباب التي تدفع البعض إلى فرض أنفسهم وأخذ ما هو حق لهم أصلا.

خلاصة ما سبق

إن ما نستنتجه من الإجابات السابقة لمستعملي الطريق من السائقين هو:
- أن الكثيرين لا يدركون حق الإدراك ولا يستحضرون خطورة التسبب في وقوع حادث قد يؤدي إلى إزهاق أرواح وترميل نساء وتيتيم أطفال ورزإ آباء وأمهات في أبنائهم وفلذات أكبادهم.
- "أنا ومن بعدي الطوفان" هو المبدأ السائد في طرقاتنا، إلا من رحم الله.
- خطط التوعية التي تقوم بها الجهات المعنية فاشلة وعليهم البحث عن وسائل وخطط أخرى، والدليل ما نشاهده جميعا على الطرقات.
- غياب المسؤولية ونقد الذات، واعتبار الاخر هو المسؤول عن كل ما يحدث.
- المشكل يتعلق بأزمة أخلاق ومبادئ بالدرجة الأولى، وهذا تتحمل مسؤوليته المدرسة والأسرة والإعلام وكل مكونات المجتمع قاطبة.

الراجلون

ممر الراجلين

في هذا الحيز المخصص للحديث عن الراجلين سنركز على أمر نعتبره مهما من وجهة نظرنا لأنه أكثر ما لفت انتباهنا ونحن نهيئ هذا الموضوع، ألا وهو الممر المخصص للراجلين، فالكثيرون أساؤوا فهم أن الأسبقية للراجلين في هذا الممر، والكثيرون للأسف تسببوا في إذاية أنفسهم إما بعاهة مؤقتة أو دائمة، وفي حالات أخرى أدت الحوادث في هذا الممر إلى الوفاة. 

الأضواء المنظمة للسير وممر الراجلين

ممر الراجلين: من خلال تسميته يتبين لنا أنه مخصص ليمر من خلاله الراجلون، لكن الذي لا يلتفت إليه أغلب الناس هو أن المرور عبره له شروط يجب احترامها، أولها الإنتباه للضوء الأحمر و الأخصر. فعدد من المارة يعبرون الطريق بالرغم من أن الضوء الأخضر يمنح الحق للسيارات بالسير، وهم بمرورهم في هذا الوقت يعرقلون سيرهم ويعرضون أنفسهم للخطر وللمتابعة، وفي حال لا قدر الله وقع حادث يعتبرون هم المسؤولون عنه وليس صاحب العربة.

من أخطاء الراجلين في عبور الشارع

الحالة الثانية الأكثر شيوعا وهي في حالة عدم وجود الأضواء المنظمة للعبور، نلاحظ أن الراجلين لا ينظمون أنفسهم في عملية العبور من الشارع، وخاصة عندما يكون الممر بمكان يشهد حركة زائدة كتواجده أمام سوق أو مدرسة أو... فبالرغم من وجود عدد كبير من السيارات نجد المارة لا يكترثون للمركبات التي تسير على الطريق ولا يمنحونها الحق في المرور إلا بمشقة وعناء، في حين أن المفروض في هذه الحالة أن يجتمع عدد معين من الناس ويعبروا جماعة ثم يتركوا بعض الوقت لتمر مجموعة من السيارات وهكذا، بدل أن يعبروا فردا فردا وبدون انقطاع.



0 comments

إرسال تعليق

التعليقات الواردة في المدونة لا تمثل بالضرورة وجهة المدونة، و أي تعليق يخدش الحياء العام، أو يتضمن كلاما عنصريا، أو قذفا في أشخاص، أو مسا بمعتقدات الناس، سيتم حذفه.
و يتحمل صاحبه لوحده التبعات المترتبة على ذلك.